فلسطين التي أعرفها كوفية على رأس ياسر عرفات تتسع لتكون مساحه وطن...
فلسطين التي أعرفها ابتسامه على محيا الشيخ أحمد ياسين حين يصير صوته المجروح نشيدا لكل الوطن...
فلسطين التي أعرفها مرسومة على وجوه آلاف الشهداء الذين سقطوا تباعا من العام 1948 وقبله وبعده حتى كاد الزيتون الجليل يستبدل بالأحمر لونه اللأخضر...
فلسطين التي أعرفها نشيد يعلو " يا ظلام السجن خيم نحن لا نخشى الظلام " تطلقه حناجر آلاف الأسرى القابعين في الزنازين ومعسكرات الاعتقال التي يستنسخها العدو الاسرائيلي من المعتقلات النازية ...
فلسطين التي أعرفها قصيدة تمجد الحياة وتنتصر للحياة , قرأتها في ديوان محمود درويش وفدوى طوقان .. وكل الشعراء الذين كتبوا للأرض والإنسان , للحب والحرية ...
فلسطين التي أعرفها هي تلك العجوز التي لم تهرم ولم تفتقد العزم وللاإرادة , معانقة جذع شجرة بكل الحب والحنان كي لا تقتلعها جرافة الإحتلال ...
فلسطين التي أعرفها هي ضحكة طفل بريئة , وهو يرسم طائرة ورقية ملونة على جدار الفصل العنصري الذي يشطر قريته نصفين ...
فلسطين التي أعرفها هي بندقية تصوب رصاصها نحو العدو الإسرائيلي , وفقط نحو العدو الإسرائيلي وهي اليد الرحيمة التي لا تقوى على الضغط على الزناد لتقتل فلسطينيا آخر مهما كان رأيه أو موقفه...
أما أولئك الملثمون الذين استباحوا الحرمات والكرامات , وأهدروا دماء بعضهم بعضا , وداسوا على الأرض والعرض , ومروا بجزماتهم فوق صور الرموز و الأبطال , وحرروا الوطن من أهله...
فهم طارئون على فلسطين , لايعرفونها ولاينتمون إليها...
إنهم ليسوا فلسطينيين بالتأكيد , لأنهم لو كذلك , لما استتروا وغطوا وجوههم بلثام الغدر والخيانه .. أم أنهم يخفون وجوههم خجلا مما تقترفه أيديهم وبنادقهم ...
فلسطين التي أعرفها براء من هؤلاء ...